ابو تريكه يوجه انظار العالم لمعاناه شعبنا في غزه.

كتب أشرف مطر:
لـم ينس نجم الكرة الـمصرية ولاعب النادي الأهلي الخلوق الحاج محمد أبو تريكة الذي سجل هدفين في مباراة منتخب بلاده أمام نظيره السوداني في الجولة الثانية من بطولة أفريقيا للأمم، ما يمر به أبناء الشعب الفلسطيني من حصار شامل حول نور قطاع غزة إلى ظلام دامس.
ففي أعقاب تسجيله الهدف الثاني لـمنتخب مصر، فاجأ أبو تريكة الجميع عندما خلع قميصه الذي يحمل الرقم 22 لتظهر عبارة كتبها على قميصه الداخلي حملت: "تعاطفا مع غزة" في إشارة منه لتذكير العالـم أجمع بمعاناة الشعب الفلسطيني.
ورغم أن حكم اللقاء وجه البطاقة الصفراء لأبو تريكة كونه تجاوز لوائح ونُظم الفيفا التي تمنع استخدام الشعارات السياسية في اللقاءات الرسمية، إلا أن أبو تريكة لـم يأبه لأية عقوبة يمكن أن تُفرض عليه، كونه أراد أن يوجه رسالة واضحة للعالـم عن الـمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جراء الحصار الظالـم الـمفروض عليه من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وقد لقيت هذه الحركة صدى شعبيا واسعا في الأوساط العربية بكافة جنسياتها.
وسبق لأبو تريكة نفسه أن حمل شعار "نحن فداك يا رسول الله" في البطولة الأفريقية الـماضية التي أقيمت في القاهرة اثر قضية الرسومات الـمسيئة للرسول (ص).
وأشارت بعض الأخبار الصحفية ووسائل الإعلام الصادرة من غانا إلى أن اللجنة الـمنظمة والاتحاد الأفريقي لكرة القدم قد تصدر عقوبة بحق أبو تريكة على خلفية هذه الحادثة، إلا ان وسائل الاعلام الـمصرية استبعدت أن يتم ذلك.
واعتبر مراقبون واعلاميون عرب أن عقوبة الاتحاد الأفريقي فيما لو صدرت بحق أبو تريكة فستعتبر مجحفة وظالـمة على اعتبار أن لاعب منتخب غانا جون بينتسيل سبق وأن رفع علـم اسرائيل في كأس العالـم الأخيرة في الـمانيا 6002.
وابدت صحيفة "لوموند" الفرنسية اهتماماً بحرص محمد أبو تريكة على مساندة غزة فى اطار مباراة مصر والسودان فى اطار الـمجموعة الثالثة لكأس الامم الافريقية بغانا .
واضافت الصحيفة على موقعها الاكترونى أن ابو تريكة عبر عن تضامنه مع سكان غزة بارتداء "تى شيرت" تحت فانلة منتخب مصر مكتوب عليه "تضامنوا مع غزة" بعد أن قام برفع فانلة الـمنتخب بوضعها على رأسه بعد أن أحرز هدفه الاول فى مرمى السودان.
ولا تعتبر الحركة التي قام بها النجم الـمصري أبو تريكة وليدة الصدفة، بالنسبة للـمواقف الـمصرية الـمساندة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، فقد سبق للاتحاد الـمصري لكرة القدم مع بداية انتفاضة الأقصى العام 2000 أن أقام لقاءً كروياً على استاد القاهرة جمع الـمنتخب الـمصري مع نجوم العرب وذهب ريعه لدعم الشعب الفلسطيني، كما قام رئيس نادي الزمالك السابق الـمستشار مرتضى منصور برصد جزء من ريع لقاء الزمالك والأهلي في قمة الكرة الـمصرية قبل عامين دعماً للشعب الفلسطيني.
وعلى صعيد الشارع الرياضي الـمحلي، فقد لاقت طريقة تعبير أبو تريكة عن فرحته بالهدف الثاني، تعاطفاً كبيراً مع الـمنتخب الـمصري الذي يحظى أصلاً بشعبية واسعة من قبل الجماهير الفلسطينية، اضافة للشعبية التي يحظى بها أبو تريكة نفسه الذي اختير مؤخراً من قبل الزميلة الحياة الجديدة أفضل لاعب عربي للعام الثاني على التوالي.
من جهته، أعلن اتحاد الكرة على لسان جمال زقوت، أمين صندوق اتحاد، أن الاتحاد سيوجه رسالة شكر وتقدير إلى الاتحاد الـمصري لكرة القدم وإلى اللاعب أبو تريكة، بعدما أصر اللاعب على ابراز معاناة الشعب الفلسطيني رغم مخاطر هذه الخطوة على اللاعب.
وقال زقوت: ان هذه الرسالة يمكن أن تكون أقل تقدير للاعب وللاتحاد الـمصري لكرة القدم لوزارة الشباب والرياضة الـمصرية التي تضع كل امكانات الرياضة الـمصرية تحت تصرف الـمنتخبات الفلسطينية.